توفي نجم الدين اربكان رئيس وزراء تركيا الاسبق ومؤسس الحركة الاسلامية الحديثة في تركيا يوم الاحد عن عمر ناهز 85 عاما.
وقال رئيس الوزراء الحالي رجب طيب اردوغان الذي ذاع صيته بصفته واحدا من مساعدي اربكان "كان اربكان عالما كرس حياته للمعرفة. سنتذكره بالعرفان."
وضع اربكان الذي عمل مهندسا اسس الحركة الاسلامية الحديثة في تركيا في سبعينات القرن الماضي بإنشاء حزب ذي مرجعية اسلامية للسكان القرويين المحافظين والفقراء في الحضر في بلد كان الدين فيه مستبعدا من الحياة السياسية.
وشهدت تركيا في اواخر السبعينات اشتباكات عنيفة في الشوارع بين جماعات يمينية ويسارية لكن تجمعا حاشدا ضم 100 الف شخص من الاسلاميين المؤيدين لاربكان في سبتمبر ايلول 1980 كان القشة التي دفعت جنرالات الجيش الذين يعتبرون انفسهم اوصياء على الدستور العلماني للقيام بانقلاب بعد ذلك بستة ايام.
وسجن اربكان مع سياسيين اخرين لفترة وجيزة قبل ان يمنع من ممارسة العمل السياسي لمدة خمس سنوات. وعندما عاد للسياسة شرع في بناء منظمة حزبية وطنية ذات قاعدة عريضة ورثها اردوغان بعد ذلك.
وتصدر حزب اربكان نتائج انتخابات 1995 وتولى رئاسة حكومة ائتلافية في 1996 ليصبح اول سياسي ذي مرجعية اسلامية يتولى رئاسة وزراء تركيا في العصر الحديث.
لكن الجيش اجبره على الاستقالة بعد عام عاصف في الحكومة اثار فيه اربكان قلق الجنرالات بمحاولة تشكيل تحالفات مع بلدان ذات نظم اسلامية وتشكيك انصاره في الدستور العلماني.
وبعدها حظرت اعلى محكمة تركية حزب الرفاه الذي اسسه اربكان في يناير كانون الثاني 1998 لعدم احترام الدستور. وصادرت المحكمة اصول الحزب ومنعت اربكان وعددا اخر من اعضاء الحزب من ممارسة العمل السياسي لخمس سنوات.
لكن دعم الحزب الذي كان يضم اكثر من اربعة ملايين عضو لم يتبخر ببساطة وفتح الحظر المفروض على اربكان الطريق لصعود نجم اردوغان لرفع راية حزب جديد اكثر تنظيما تحاشى الكثير من مفردات حزب الرفاه الاصولية.
وتولى حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه اردوغان السلطة في 2002 بعدما حقق فوزا ساحقا ويتوقع على نطاق واسع ان يفوز بولاية ثالثة على التوالي في انتخابات يونيو حزيران.
وخفف اردوغان وحزبه الذي كان العديد من اعضائه من اتباع اربكان من جذورهم الاسلامية وقاموا بدلا من ذلك باجراء اصلاحات ديمقراطية في اطار تحقيق هدف تركيا الذي تسعى وراءه منذ عشرات السنين بالانضمام الى الاتحاد الاوربي.
ونجح هذا ايضا في تقييد سلطة الجيش مما جعل من غير المرجح قيام القوات المسلحة بتدخل كبير في الحياة السياسية.
وذكرت وكالة الاناضول الرسمية للانباء ان اربكان عاد للسياسة بصفته رئيسا لحزب صغير ذي مرجعية اسلامية في اواخر العام الماضي لكنه توفي اثر ازمة قلبية في مستشفى بانقرة.
من سيدا سيزار